سورة الفجر - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفجر)


        


{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19)}
{وَتَأْكُلُونَ التراث} أي المراث وأصله وراث فابدلت الواو تاء كما في نخمنة وتكأة ونحوهما. {أَكْلًا لَّمًّا} أي ذا لم أو هو نفس اللم على المبالغة واللم الجمع ومنه قول النابغة:
ولست بمستبق أخالا تلمه *** على شعث أي الرجال المهذب
والمراد به هنا الجمع بين الحلال والحرام وما يحمد وما لا يحمد ومنه قول الخطيئة.
إذا كان لما يتبع الذم ربه *** فلا قدس الرحمن تلك الطواحنا
يعني إنكم تجمعون في أكلكم بين نصيبكم من الميراث ونصيب غيركم ويروى أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا صغار الأولاد فيأكلون نصيبهم ويقولون لا يأخذ الميراث إلا من يقاتل ويحمى الحوزة هذا وهم يعلمون من شريعة اسماعيل عليه السلام أنه يرثون فاندفع ما قيل إن السورة مكية وآية المواريث مدنية ولا يعلم الحل والحرمة إلا من الشرع فإن الحسن والقبح العقليين ليسا مذهبا لنا وقيل يعني تأكلون ما جمعه الميت المورث من حلال وحرام عالمين بذلك فتلمون في الأكل بين حلاله وحرامه. وفي الكشاف يجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال سهلًا مهلًا من غير أن يعرق فيه جبينه فيسرف في إنفاقه ويأكله أكلًا واسعًا جامعًا بين ألوان المشتهيات من الأطعمة والأشربة والفواكه ونحوها كما يفعله الوارث البطالون وتعقب بأنه غير مناسب للسياق.


{وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)}
{وَتُحِبُّونَ المال حُبًّا جَمًّا} أي كثيرًا كما قال ابن عباس وأنشد قول أمية:
إن تغفر اللهم تغفر جما *** وأي عبد لك لا ألما
والمراد إنكم تحبونه مع حرص وشره.


{كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21)}
{كَلاَّ} ردع لهم عن ذلك وقوله تعالى: {إِذَا دُكَّتِ الارض دَكًّا دَكًّا} إلى آخره استئناف جيء به بطريق الوعيد تعليلًا للردع والدك قال الخليل كسر الحائط والجبل ونحوهما وتكريره للدلالة على الاستيعاب فليس الثاني تأكيدًا للأول بل ذلك نظير الحال في نحو قولك جاؤوا رجلًا رجلًا وعلمته الحساب بابا بابا أي إذا دكت الأرض دكًا متتابعًا حتى انكسر وذهب كل ما على وجهها من جبال وأبنية وقصور وغيرها حين زلزلت المرة بعد المرة وصارت هباء منثورًا وقال المبرد الدك حط المرتفع بالبسط والتسوية واندك سنام البعير إذا انفرش في ظهره وناقة دكاء إذا كانت كذلك والمعنى عليه إذا سويت تسوية بعد تسوية ولم يبق على وجهها شيء حتى ثارت كالصخرة الملساء وأيا ما كان فهو على ما قيل عبارة عما عرض للأرض عند النفخة الثانية.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10